خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ٣٤
من البيان الداخل في صفته بدلا من قوله: أخوك الثاني. فهذا المعنى يحتمل أن يكون حثا على إكرام الغريب إذا نصح وأخلص كما قال الأعشى: ويجوز أن يكون وصاة بالأخ المناسب وإخبارا أن المؤاخي بغير النسب لا ينتفع بإخائه. هذا كلامه.
وقوله: إذا حاربت... إلخ قال المرزوقي: يجوز أن يكون هذا متصلا بما قبله والضمير في حارب لأخوك ومن تعادي مفعول حاربت.
والمعنى إذا حاربت من تعادي حارب هذا المؤاخي لك معك وزاد نصرته وعدته منك قربا ما دمت محاربا.
ويجوز أن يكون منقطعا مما قبله ويكون مثلا مضروبا فيقول: إذا كاشفت عدوك بعثه ذلك على مكاشفتك وازداد عدته من الكيد وغيره منك دنوا. وإذا جاملته وداجيته بقي على ما ينطوي عليه مساترا لا مجاهرا.
وزاد التبريزي: أراد أنك إذا حاربت قرب منك ومعه سلاحه ليعينك. فذكر قرب السلاح ليدل على أنه أراد إعانته على عدوه. ولو ذكر أنه يقرب نفسه منه لم يدل على ذلك لأنه يجوز أن يقرب منه ولا يعينه.
وقوله: وكنت إذا قريني... إلخ يقول: إذا جاذبني قرين لي حبلا بيني وبينه فإما أن ينقطع دون شأوي إلى الجذاب فيهلك وإما أن يتبع صاغرا فينقاد.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»