خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ٤٦٧
وقال في موضع آخر: هو على تضمين مطلي معنى مبغض. ولو صح مجيء إلى بمعنى في لجاز زيد إلى الكوفة. اه.
وقال بعضهم: إلى متعلقة بمحذوف أي: مطلي بالقار مضافا إلى الناس فحذف وقلب الكلام. ولا يخفى سماجته.
والوعيد: التهديد. والقار هنا: القطران. وإنما شبه نفسه بالبعير الأجرب المطلي بالقطران لأن الناس يطردونه إذا أراد الدخول بين إبلهم لئلا يعرها بالقطران ويعديها بدائه.
والقار نائب فاعل مطلي وبه متعلق بمطلي. والأصل مطلي بالقار فمرفوع مطلي هو المستتر لكنه قلب. وقيل: روي: القار بالجر على أنه بدل من ضمير به فلا قلب.
والبيت من قصيدة للنابغة الذبياني يعتذر بها إلى النعمان بن المنذر اللخمي في شيء اتهم به عنده فهرب منه إلى ملوك الشام بني جفنة الغسانيين كما تقدم بيانه في ترجمته واعتذر إليه بعدة قصائد في انضمامه إلى بني جفنة والتبري مما رمي به أوله: الطويل إلى أن قال:
* حلفت فلم أترك لنفسك ريبة * وليس وراء الله للمرء مطلب * * لئن كنت قد بلغت عني جناية * لمبلغك الواشي أغش وأكذب) * (ولكني كنت امرأ لي جانب * من الأرض فيه مستراد ومذهب * * ملوك وإخوان إذا ما أتيتهم * أحكم في أموالهم وأقرب * * كفعلك في قوم أراك اصطنعتهم * فلم ترهم في شكر ذلك أذنبوا * * فلا تتركني بالوعيد كأنني * إلى الناس مطلي به القار أجرب
(٤٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 462 463 464 465 466 467 468 469 470 471 472 ... » »»