خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ٤٧٨
وقوله: ولو خفض كليب هنا لجاز محال لان الخفض بعد حتى إما أن يكون بالعطف على المجرور قبلها أو يكون بمعنى إلى ولا مجرور قبلها فتعطف عليه. وليست بمعنى الغاية إذ ليس ما قبلها مفردا من جنس ما بعدها. فبقي الرفع لا غير. وذكر قسميها في التعظيم والتحقير. ولم يأت إلا بالتحقير.
وقوله: ويكن تسبني إما حال من كليب أو مستأنف بالرفع فيهما وصوابه: النصب فيهما. ولا أعلم ما أراد بقوله: وحتى كليب متعلق به. اه.
أما الأول فيحتمل أن يكون عجبا منادى منكرا ويحتمل أن يكون يا حرف تنبيه وعجبا مصدر منصوب بفعل محذوف ي: تعجبوا عجبا. ويحتمل أن تكون يا حرف نداء والمنادى محذوف أي: يا قوم وعجبا كذلك.
فكلام الأندلسي جار على كل من هذين الوجهين. وأما الثاني فإنه أراد: فيا عجبي فقلب ياء المتكلم ألفا وهي لغة.
وأما قوله: خفض كليب محال.... إلخ فنقول: هي جارة والمغيا غير مذكور والتقدير: فوا) عجبا الناس تسبني حتى كليب. وهذا المذكور لا بد منه في الابتدائية أيضا.
وقوله: ولم يأت إلا بالتحقير نقول: لا يضر ذلك. ومثال التعظيم:
(٤٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 ... » »»