وكان لهم أيضا مناف وسمت به عبد مناف ولا أدري أين كان ولا من نصبه ولم تكن الحيض من النساء تدنو من أصنامهم ولا تمسح بها إنما كانت تقف ناحية منها.
وكان لأهل كل دار من مكة صنم في دارهم يعبدونه فإذا أراد أحدهم السفر كان آخر ما يصنع في منزله أن يتمسح به وإذا قدم من سفره كان أول ما يصنع إذا دخل منزله أن يتمسح به.
فلما بعث الله نبيه وأتاهم بتوحيد الله وعبادته قالوا: أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب يعنون الأصنام.
واستهترت العرب في عبادتها فمنهم من اتخذ بيتا ومنهم من اتخذ صنما ومن لم يقدر عليه ولا على بناء بيت نصب حجرا أمام الحرم وأمام غيره مما استحسن ثم طاف به كطوافه بالبيت وسموها الأنصاب.
فإذا كانت تماثيل دعوها الأصنام والأوثان. وسموا طوافهم الدوار. فكان الرجل إذا سافر فنزل منزلا أخذ أربعة أحجار فنظر إلى أحسنها فاتخذ ربا وجعل ثلاث أثافي لقدره وإذا ارتحل غيره فإذا نزل منزلا آخر فعل مثل ذلك فكانوا ينحرون ويذبحون عند كلها ويتقربون إليها وهم على ذلك عارفون بفضل الكعبة عليها.
وكانت بنو مليح من خزاعة وهم رهط طلحة الطلحات يعبدون الجن