والعائد على الألف واللام الياء في القاتلي لأنها أنا في المعنى وأنت فاعل بالقاتلي أبرز لما جرى الوصف على غير من هو له إذ الألف واللام لأنا والفعل لأنت فأنا على هذا مبتدأ وأنت مبتدأ ثان والقاتلي خبر أنت ولا يبرز الضمير فيه لأنه جرى على من هو له ويكون الكلام قد تم عند قوله القاتلي ويكون أنت أنا على طريق المطابقة للأول ليكون آخر الكلام دالا وجاريا على أوله. ألا تراه قال في أول الكلام: أنا أنت ولهذا قال في آخره: أنت أنا أي: كيف أشكو ما حل بي منك وأنا أنت وأنت أنا فإذا شكوتك فكأنما أشكو نفسي. قال: ولو جعلت الألف واللام والفعل في هذه المسألة لأنا لقلت: أنا أنت القاتلك أنا فأنا مبتدأ وأنت مبتدأ ثان والقاتلك مبتدأ ثالث لأنه غير أنت وفيه ضمير يعود على الألف واللام التي هي أنا في المعنى. ولم يبرز الضمير الذي في القاتلك. والقاتلك وخبره خبر أنت وأنت وخبره خبر أنا. اه. وقد أورد أبو حيان هذا البيت في تذكرته واقتصر في إعرابه على الوجه الأول من وجهي قول ابن بري قال: أنا الأول مبتدأ وأنت الأول مبتدأ ثان والألف واللام لأنا وقاتلي لأنت. فقد جرى اسم الفاعل صلة على الألف واللام التي هي أنا فأبرز ضميره وهو أنت. فأنت يرتفع بقاتلي وأنا خبر عن الألف واللام وهي وما بعدها خبر عن أنت الأول وهو وما بعده خبر عن أنا الأول والعائد إلى أنا الأول أنا الثاني والياء في القاتلي عائدة على الألف واللام. انتهى. وقد أجاب بالوجه الأول نظما أبو بكر بن عمر بن إبراهيم بن دعاس الفارسي فإنه سأله بعضهم عنه بقوله:
* أيها الفاضل فينا أفتنا * وأزل عنا بفتواك العنا *