واعلم أن العلماء قد اختلفوا في الشعر المنسوب إلى علي رضي الله عنه قال المازني: إنه لم يصح أنه عليه السلام تكلم بشي من الشعر غير هذين البيتين. وصوبه الزمخشري وهما:
* تلكم قريش تمناني لتقتلني * فلا وربك ما بروا ولا ظفروا * * فإن هلكت فرهن ذمتي لهم * بذات ودقين لا يعفو لها أثر * كذا قال صاحب القاموس. وفسر ذات ودقين بالداهية قال: كأنها ذات وجهين. و ودقين بفتح الواو وسكون الدال وفتح القاف. ويرد على المازني والزمخشري ما نقلناه آنفا عن ثعلب من كون) الرواة لم يختلفوا في الرجز الذي منه البيت الشاهد أنه له عليه السلام ويؤيده أنه مذكور في جميع كتب السير والمغازي. وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه قال ابن حجر قي الإصابة: هو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأبو الحسن وأول الناس إسلاما في قول الكثير من أهل العلم ولد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح فربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفارقه وشهد معه المشاهد إلا غزوة تبوك فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الحديث. وزوجه بنته فاطمة وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد. ولما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه قال له: أنت أخي.
ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد: لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي. وقال غيره: وكان سبب ذلك تنقيص بني أمية له فكان كل من كان عنده علم من مناقبه من الصحابة يبثه وكلما أرادوا إخماده وهددوا من حدث بمناقبه لا يزداد إلا انتشارا.