خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٦٩
ومن خصائص علي رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأدفعن الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه. فلما أصبح صلى الله عليه وسلم غدوا كلهم يرجو أن يعطاها فقال صلى الله عليه وسلم: أين علي بن أبي طالب فقالوا يشتكي عينيه. فأتى به فبصق في عينيه ودعا له وأعطاه الراية. أخرجاه في الصحيحين. وبعثه لقراءة براءة على قريش وقال: لا يذهب إلا رجل مني وأنا منه. وقال لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة فقال علي: أنا. فقال: إنه ولي في الدنيا والآخرة وأخذ رداءه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت. ولبس ثيابه ونام مكانه. وكان المشركون قصدوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم فلما أصبحوا رأوه قالوا: أين صاحبك وقال له في غزوة تبوك: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي أي: لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي.
وقال له: أنت ولي كل مؤمن بعدي. وسد الأبواب إلا باب علي فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره. وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. وأخرج الترمذي بإسناد قوي عن عمران بن حصين في قصة قال فيها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يريدون من علي إن عليا مني وأنا من علي وهو ولي كل مؤمن بعدي. واستشهد في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة. ومدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة اشهر ونصف شهر. انتهى كلام الإصابة مختصرا. ومناقبه العديدة وسيره الحميدة لا يحتملها هذا المختصر. وقد ألف) العلماء فيها تآليف عديدة لا تعد ولا تحصى.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»