خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٥٢
وأما قضية المغيرة بن شعبة فقد كانت في سنة سبع عشرة وهي أن المغيرة كان عمر بن الخطاب قد ولاه البصرة وكان في قبالة العلية التي فيها المغيرة بن شعبة علية فيها أربعة وهم أبو بكرة مولى النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه لأمه زياد ابن أبيه ونافع بن كلدة وشبل بن معبد فرفعت الريح الكوة عن العلية فنظروا إلى المغيرة وهو على أم جميل بنت الأرقم بن عامر بن صعصعة وكانت تغشى المغيرة فكتبوا بذلك فعزل المغيرة واستقدمه مع الشهود. فلما قدم إلى عمر شهد أبو بكرة ونافع وشبل على المغيرة بالزنى وأما زياد بن أبيه فلم يفصح بشهادة الزنى فقال: رأيته جالسا بين رجلي امرأة ورأيت رجلين مرتفعتين ونفسا يعلو واستا تربو عن ذكر ولا أعلم ما وراء ذلك. فقال عمر: هل رأيت الميل في المكحلة فقال: لا. فقال: هل تعرف المرأة قال: ولكن أشبهها. فأمر عمر بالثلاثة الذين شهدوا بالزنحها أن) يحدوا حد القذف فجلدوا. وكان زياد أخا أبي بكرة لأمه فلم يكلمه أبو بكرة بعدها. انتهى ما نقلته عن أخبار البشر. وقال أبو عبيد البكري في شرح أمالي القالي: كتاب مثالب العرب أصله لزياد بن أبيه فإنه لما ادعى أبا سفيان أبا علم أن العرب لا تقر له بذلك مع علمهم بنسبه فعمل كتاب المثالب والصق بالعرب كل عيب وعار وباطل وإفك وبهت. ثم ثنى على ذلك الهيثم بن عدي وكان دعيا فأراد أن يعر أهل الشرف تشفيا منهم. ثم جدد ذلك أبو عبيدة معمر بن المثنى وزاد فيه لأن أصله كان يهوديا أسلم جده على يدي بعض آل أبي بكر فانتمى إلى ولاء تيم. ثم نشأ غيلان الشعوبي الوراق وكان زنديقا ثنويا لا يشك فيه فعمل لطاهر ابن الحسين كتابا خارجا عن الإسلام بدأ فيه بمثالب بني هاشم وذكر مناكحهم وأمهاتهم ثم بطون قريش ثم سائر العرب ونسب إليهم كل كذب وزور ووضع عليهم كل إفك وبهتان. ووصله عليه طاهر بثلاثين ألفا.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»