* ألا أبلغ معاوية بن صخر * لقد ضاقت بما تأتي اليدان) * (أتغضب أن يقال أبوك عف * وترضى أن يقال أبوك زاني * * وأشهد أن رحمك من زياد * كرحم الفيل من ولد الأتان * ثم ولى معاوية زيادا البصرة وأضاف إليه خراسان وسجستان ثم جمع له الهند والبحرين وعمان. ثم دخلت سنة خمس وأربعين فيها قدم زياد إلى البصرة وسدد أمر السلطنة وأكد الملك لمعاوية وجرد السيف وأخذ بالظنة وعاقب على الشبهة فخافه الناس خوفا شديدا.
وكان معاوية وعماله يدعون لعثمان في الخطبة يوم الجمعة ويسبون عليا. ولما كان المغيرة متولي الكوفة كان يفعل ذلك وكان حجر يقوم ومعه جماعة يردون عليه وكان المغيرة يتجاوز عنهم فلما ولي زياد ودعا لعثمان وسب عليا قام حجر وقال كما كان يقول من الثناء على علي فغضب زياد وأمسكه وأوثقه بالحديد وثلاثة عشر نفرا معهم وأرسلهم إلى معاوية فشفع في ستة منهم عشائرهم وبقي ثمانية منهم حجر فقتلهم معاوية. وكان حجر صحابيا من أعظم الناس دينا وصلاة. وروى ابن الجوزي بإسناده عن الحسن البصري أنه قال: أربع خصال كن في معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة وهي: أخذه الخلافة بالسيف من غير مشاورة وفي الناس بقايا الصحابة وذوو الفضيلة. واستخلافه ابنه يزيد وكان سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير. وادعاؤه زيادا أخا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الولد للفراش وللعاهرة الحجر. وقتله حجر بن عدي وأصحابه فيا ويلا له من حجر وأصحاب حجر. وروي عن الشافعي أنه أسر إلى الربيع أن لا يقبل شهادة أربعة وهم: معاوية عمرو بن العاصي والمغيرة وزياد.