وكان الزهري قد أشار عليه برأي وهو أنه يسأل العلماء إذا أشكل عليه أمر فلم يفعل فأبغضه الناس وذمه الشعراء. وهذا كان آخر أمره. انتهى. وإنما ذكرت عبد الرحمن هذا ليعلم منه عصر سنان بن الفحل الطائي فإني لم أظفر له بترجمة ولم أر * قولا لهذا المرء ذو جاء ساعيا * هلم فإن المشرفي الفرائض * على أن ذو بمعنى الذي. والساعي: الوالي على صدقة الزكاة. وهلم: أقبل وتعال. والمشرفي: السيف المنسوب إلى المشارف وهي قرى للعرب كانت السيوف تطبع بها. والفرائض: الأسنان التي تصلح لأن تؤخذ في الزكاة. يقول: أبلغا هذا الرجل الذي جاء ساعيا أي: واليا للصدقات: هلم فإنك تعطى السيف بدلا من فرائض الإبل. وهذا مثل ضربه لهذا الساعي مستهزئا به ومتوعدا إياه. يقول: إنك مللت العافية والسلامة فهلم إلى البلاء والشر من هذه الولاية. والبيت أول أبيات لقوال الطائي أوردها أبو تمام في الحماسة. وقد شرحناها مع ذكره سببها في الشاهد السابع والثلاثين بعد الثلثمائة من باب النعت.
(٤٠)