خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٣٥
* وقالوا قد جننت فقلت كلا * وربي ما جننت ولا انتشيت * * ولكني ظلمت فكدت أبكي * من الظلم المبين أو بكيت * * فإن الماء ماء أبي وجدي * وبئري ذو حفرت وذو طويت * * وقبلك رب خصم قد تمالوا * علي فما هلعت ولا دعوت * قال أمين الدين الطبرسي في شرح الحماسة: قد عيب على أبي تمام إيراده مثل هذه الأبيات في باب الحماسة والبكاء على الظلم ضعف وعجز والوجه فيه أن بكاءه كان لمطالبتهم ما ليس لهم ولا سبيل له على الاعتساف. والمغالبة فعل أهل الجاهلية إذ لا يراقب دين ولا يرهب سلطان ويدل على ذلك ما ذكره ابن دريد في سببه: أنه اختصم حيان من العرب إلى عبد الرحمن بن الضحاك وهو والي المدينة في ماء من مياههم وعبد الرحمن مصاهر لأحد الحيين فبرك شيخ بين يديه من الحي الآخر وقال:
أصلح الله الأمير أنا الذي أقول:
* إلى الرحمن ثم إلى أميري * تعسفت المفاوز واشتكيت * * رجالا طالبوني ثم لجوا * ولو أني ظلمتهم انتهيت) * (رجوا في صهرهم أن يغلبوني * وبالرحمن صدق ما ادعيت * وقالوا قد جننت فقلت كلا................. الأبيات الخمسة وبعدها:
* فأنصفني هداك الله منهم * ولو كان الغلبة لاكتفيت * وقال الخطيب التبريزي في شرحه: وهذا ماء لبني أم الكهف من جرم طيء ولبني هرم بن العشراء من فزارة اختصم فيه الحيان وهم مختلطون مجاورون.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»