وقول الشيخ خالد في التصريح: وفيه نظر لأن المعنى ليس على الخير المحض حتى يخبر عن الدلو بكونه دونه لا وجد له كما قال عبد الله الدنوشري: وما المانع من أن يكون خبرا محضا قصد به التنبيه على أن الدلو أمامه ويكون الدال على الأمر بأخذ الدلو مقدرا.
والتقدير: فتناوله. وجوز ابن مالك أن يكون دلوي منصوبا بدونك مضمرة مدلولا عليها بدونك المذكورة مستندا لقول سيبويه في زيدا عليك: كأنك قلت: عليك زيدا. وقد رده الزجاج وغيره. قال ابن هشام في المغني: شرط الحذف ألا يؤدي إلى اختصار المختصر فلا يحذف اسم الفاعل دون معموله لأنه اختصار للفعل. وأما قول سيبوبه في: زيدا فاقتله وفي: شأنك والحج وقوله: يا أيها المائح دلوي دونكا إن التقدير: عليك زيدا وعليك الحج ودونك دلوي فقالوا: إنما أراد تفسير المعنى لا الإعراب وإنما التقدير: خذ دلوي والزم زيدا والزم الحج. ويجوز في دلوي أن يكون مبتدأ ودونك خبره.
انتهى. وظاهره أن البيت ذكره سيبويه في كتابه. وليس كذلك فإنه لم يورده في البتة. ولم يورد) الدماميني هنا شيئا سوى ما نقله عن الشارح المحقق من أنه لا يجوز تقدم معمول اسم الفعل عليه. والمائح: فاعل من الميح بالمثناة التحتية والحاء المهملة قال صاحب الصحاح: المائح الذي ينزل البئر فيملأ الدلو وذلك إذا قل ماؤها والجمع ماحة وقد ماح يميح. وأنشد هذا البيت.
وأما الماتح بالمثناة الفوقية فهو الذي يستقي الماء يقال: متح الماء يمتحه متحا