من باب فتح إذا نزعه بالدلو. وبئر متوح للتي يمد منها باليدين على البكرة. والبيتان لراجز جاهلي من بني أسيد بن عمرو بن تميم ولهما قصة أوردها أبو رياش وأبو عبد الله النمري وأبو محمد الأسود الأعرابي في شروحهم لحماسة أبي تمام. قال أبو محمد الأسود: أملى علينا أبو الندى قال: كان وائل بن صريم الغبري ذا منزلة من الملوك ومكان عندهم وكان مفتوق اللسان حلوه وكان جميلا فبعثه عمرو بن هند اللخمي ساعيا على بني تميم فاخذ الإتاوة منهم حتى استوفى ما عندهم غير بني أسيد بن عمرو بن تميم وكانوا على طويلع فأتاهم فنزل بهم وجمع النعم والشاء فأمر بإحصائه وفيما هو قاعد على بئر أتاه شيخ منهم فحدثه فغفل وائل فدفعه الشيخ فوقع في البئر فاجتمعوا فرموه بالحجارة حتى قتلوه وهم يرتجزون ويقولون:
* يا أيها المائح دلوي دونكا * إني رأيت الناس يحمدونكا * إنما هذا هزء به فبلغ الخبر أخاه باعث بن صريم فعقد لواء ونادى في غبر فساروا وآلى أن يقتلهم على دم وائل حتى يلقي الدلو فتمتلئ دما فقتل باعث منهم ثمانين رجلا وأسر عدة وقدم رجلا منهم يقال له: قمامة فذبحه حتى ألقى دلوه فخرجت ملأى دما. ولم يزل يغير عليهم زمانا وقتل منهم فأكثر حتى أن المرأة من بني أسيد كانت تعثر فتقول: تعست غبر ولا لقيت الظفر ولا سقيت المطر وعدمت النفر. وقال باعث في ذلك:
* إذ أرسلوني مائحا لدلائهم * فملأتها حتى العراقي بالدم *