خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ١٩٠
* يا أيها المائح دلوي دونكا * إني رأيت الناس يحمدونكا * على أن معمول اسم الفعل يجوز تقدمه عليه كما هنا فإن قوله: دلوي مفعول دونكا والمعنى: خذ دلوي ومنعه البصريون فجعلوا دلوي مبتدأ ودونك ظرفا لا اسم فعل أي: دلوي قدامك فخذها فدونك ظرف خبر المبتدأ. وقد بين الفراء مذهب الكوفيين في تفسيره عند قوله تعالى: كتاب الله عليكم من سورة النساء قال: قوله: كتاب الله عليكم كقولك: كتابا من الله عليكم. وقد قال بعض أهل النحو: معناه عليكم كتاب الله. والأول أشبه بالصواب. وقلما تقول العرب: زيدا عليك أو زيدا دونك وهو جائز كأنه منصوب بشيء مضمر قبله. وقال الشاعر: يا أيها المائح دلوي دونكا الدلو رفع كقولك: زيد فاضربوه: هذا زيد فاضربوه. والعرب تقول: الليل فبادروا. وتنصب الدلو بمضمر في الخلفة كأنك قلت: دونك دلوي دونك. انتهى. وتعقبه الزجاج في تفسيره قال في كتاب الله: منصوب على التوكيد محمول على المعنى لأن المعنى: حرمت عليكم أمهاتكم كتب الله عليكم هذا
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»