خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ١٨٦
* كذبتم وبيت الله لا تنكحونها * بني شاب قرناها تصر وتحلب * * كذبتم وبيت الله نبزي محمدا * ولما نطاعن دونه ونناضل * معناه: بطل عليكم ما أملتم. وقال بعض أهل اللغة في قول الله تعالى: انظر كيف كذبوا على أنفسهم: انظر كيف بطل عليهم أملهم لأنهم لما قالوا: والله ربنا ما كنا مشركين رجوا أن يزول عنهم بهذا القول البلاء ولم يحلفوا على الذي أقسموا عليه إلا وهو في معتقدهم حق إذ كانوا في حالة ما أقسموا على ما قدروه في دار الدنيا من أن الشرك غير شرك وأن الكفر هدى وإيمان. ومن كانت هذه سبيله فليس كذبه إلا من جهة بطول أمله. وقد خولف هذا اللغوي.
انتهى. ومنه قول سيبويه: وهو محال كذب أي: باطل وفاسد قاله في الكلام المختل وهو الذي لا تحصل فائدته نحو: سوف أشرب ماء البحر أمس وقد شربت ماء البحر غدا. قال أبو حيان في تذكرته: وخالفه فيه أصحابه: الأخفش والمازني والمبرد فقالوا: هذا القسم محال وليس كذب لأنه لا يحصل له معنى. والكذب سبيله أن يقع لما يخاطب بمعناه. قال أبو بكر: وقول سيبويه عندي صحيح لأن الكذب يقع على الفاسد من القول كما يقع الصدق على الصحيح منه. وجائز عندي أن يقال محال لكل ما لا يحصل معناه من الخطأ والكذب من حيث أن تأميل المحال في اللغة المغير عن
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»