خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ١٣٨
وقال لبيد: ألا تسألان المرء ماذا يحاول............. البيت قال الأعلم وابن السيرافي: التقدير: ما الذي يحاول ف ما: مبتدأ و ذا خبره ويحاول: صلة ذا كأنه قال: أي شيء الذي يحاوله بدليل قوله: أنحب. ولو كان ذا مع ما كشيء واحد لكان ماذا منصوبا بيحاول وكان مفسره الذي هو نحب منصوبا لأنه استفهام مفسر للاستفهام الأول فهو على إعرابه ولوجب أن يقال: أنحبا فيقضى أم ضلالا وباطلا. اه. وكذلك قال أبو علي في إيضاح الشعر كأنه قال: ما الذي يحاوله أألذي يحاوله نحب أم ضلال ولو كان ذا مع ما في البيت اسما واحدا كما كان في قوله تعالى: ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا لكان النحب نصبا.
اه. ونقل النحاس عن ابن كيسان أنه قال هنا: إن شئت جعلت ما و ذا شيئا واحدا لأن ما تكون لكل الأشياء و ذا كذلك فوافقتها في الإبهام فقرتنا. والذي أختار إذا جعلا شيئا واحدا أن يكون ذا صفة لما. انتهى. وكذلك قال الدماميني في الحاشية الهندية: كون ذا موصولا لا يتعين لاحتمال أن يكون ماذا كله اسما واحدا مرفوعا على أنه مبتدأ ويحاول خبره والرابط محذوف أي: يحاوله. ومثله في الشعر جائز. ونحب بدل من المبتدأ ويحتمل أن يكون ماذا كله في محل نصب على أنه مفعول يحاول و لا ضمير محذوفا. فإن قلت: يبطله رفع البدل. قلت: لا يكون نحب حينئذ بدلا بل يكون خبر مبتدأ مضمر. اه.
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»