لمبتدأ محذوف تقديره: ما هو الذي يحاول. اه. أقول: أما الثاني فباطل لأنه لو كان كذلك لوجب أن قترن مع البدل استفهام كما اقترن بقوله: نحب على تقدير كونه بدلا من ما. وأما الثالث فلا يجوز لعدم القرينة على الحذف. وبقي عليه أن يقول: ما خبر مقدم و ذا مبتدأ مؤخر كما اختلفوا في قولهم: كم مالك. وقوله: ألا تسألان إلخ ألا: كلمة يستفتح بها الكلام ومعناه التنبيه. وتسألان خطاب لصاحبين له وقيل: إنما هو خطاب لواحد. وزعم بعضهم أن العرب تخاطب الواحد بخطاب الاثنين. وحكي عن بعض الفصحاء وهو الحجاج: يا حرسي اضربا عنقه وزعموا أن قوله تعالى: ألقيا في جهنم كل كفار عنيد أنه خطاب للملك. وهذا شيء ينكره حذاق البصريين لأنه إذا خاطب الواحد بخطاب الاثنين وقع اللبس. وذهب المبرد إلى أن التثنية على التوكيد تؤدي عن معنى ألق ألق.
وخالفه أبو إسحاق بأنه في كله خطاب لاثنين وهو الظاهر هنا والسؤال هنا بمعنى الاستفهام يقال: سألته عن كذا فهو يتعدى إلى المسؤول منه بنفسه وإلى المسؤول عنه بحرف عن فجملة ماذا يحاول في موضع المفعول الثاني المقيد ب عن المعلق عن العمل بالاستفهام. والمحاولة:) استعمال الحيلة وهي الحذق في تدبير الأمور وهو تقليب الفكر حتى يهتدي إلى المقصود.
والحيلة أصلها حولة إن قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها. ولام المرء للعهد الذهني نحو: إذ هما في الغار. أي: سلا الإنسان الساعي