خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ١٣٤
* دعي ماذا علمت سأتقيه * ولكن بالمغيب نبئيني * على أن ذا هنا زائدة بعد ما الموصولة. وهذا مخالف لكلام سيبويه فيهما فإن ما عنده في البيت استفهامية و ذا اسم مركب معها جعلا بمنزلة شيء واحد. وهذا نص كلامه: وأما إجراؤهم ذا مع ما بمنزلة اسم واحد فهو قولك: ماذا رأيت فتقول: خيرا كأنك قلت: ما رأيت فلو كانت ذا لغوا لما قالت العرب: عما ذا تسأل ولقالوا: عم ذا تسأل ولكنهم جعلوا ما و ذا اسما واحدا كما جعلوا ما وإن حرفا واحدا حين قالوا: إنما. ومثل ذلك: كأنما وحيثما في الجزاء ولو كان ذا بمنزلة الذي في ذا الموضع البتة لكان الوجه في ماذا رأيت إذا أراد الجواب أن يقول: خير وقال الشاعر: وسمعنا بعض العرب يقوله:
* دعي ماذا علمت سأتقيه * ولكن بالمغيب نبئيني * ف الذي لا يجوز في هذا الموضع وما لا يحسن أن تلغيها. انتهى كلامه. وقال أبو حيان في تذكرته: قال بعضهم: ذا مع ما شيء واحد وموضع ماذا نصب ب علمت وهي الاستفهامية على ما حكى سيبويه. وحكى السيرافي أن ماذا في البيت بمعنى الذي وعلمت صلة وحذفت الهاء العائدة وماذا في موضع نصب بدعي والتقدير: دعي الذي علمت فإني سأتقيه.
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»