وهو أصح معنى مما حكى سيبويه لأنه جعلها استفهامية منصوبة بعلمت الواقع بعدها وهو فاسد من طريق المعنى. ويمكن أن يكون منصوبا بإضمار فعل يدل عليه سأتقيه كأنه قال: دعي كل شيء سأتقي ماذا علمت سأتقيه. اه. وقد خفي على الأعلم ظهور كون ما في البيت استفهامية فزعم أنها موصولة قال: الشاهد فيه جعل ماذا اسما واحدا بمنزلة الذي والمعنى دعي الذي علمته فإني سأتقيه لعلمي مثل الذي علمت ولكن نبئيني بما غاب عني وعنك مما يأتي به الدهر أي: لا تعذليني فيما أبادر به الزمان من إتلاف مالي في وجوه الفتوة ولا تخوفيني الفقر. اه. والمفهوم من تقريره أن التاء من علمت مكسورة. قال النحاس: وهي رواية أبي الحسن وأما رواية أبي إسحاق فهي بضم التاء. قال النحاس: ف إذا هنا لا تكون بمعنى الذي لأنه لا يجوز دعي ما الذي علمت. قال أبو إسحاق: لا يكون ذا هنا إلا بمنزلة اسم مع ما وذلك أنها لا تخلو من إحدى ثلاث جهات: إما أن تكون ما صلة وذا بمعنى الذي وهذا لا يجوز) لأن ذا لا يكون بمعنى الذي إلا مع ما ومن الاستفهاميتين وكذا استعملت. وإما أن يكون ما بمعنى الذي وذا بمعنى الذي فتكون ما مفعولة وذا مبتدأ وعلمت صلة ويبقى المبتدأ بلا خبر. فإن قلت: أضمر هو فكأنك قلت: دعي الذي هو الذي علمت. فهذا قبيح. وهذا الذي قال سيبويه والذي لا يجوز في هذا الموضع لئلا يلزم أن تحذف هو منفصلة. الثالث: أن تكون ما مع ذا بمنزلة اسم واحد. اه. ولا يخفى أنه لم يعين معنى ماذا بعد هذا الترديد هل هي استفهام أو موصول. وذهب ابن عصفور إلى أن ما استفهامية و ذا موصولة وقال: لا يكون ماذا مفعولا لدعي لأن الاستفهام له الصدر. ولا لعلمت لأنه لم يرد أن
(١٣٥)