خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ١٣٢
ولا يجوز: رفعه حملا على مبتدأ مضمر كما لا يجوز: كان زيد لا قائم ولا قاعد على تقدير: لا هو قائم ولا هو قاعد لأنه ليس موضع تبعيض ولا قطع فلذلك حمله على الحكاية. اه. وقال النحاس: قال سيبويه: زعم الخليل أن هذا ليس على إضمار أنا ولو كان كذلك لجاز: كان عبد الله لا مسلم ولا صالح ولكنه فيما زعم الخليل: فأبيت كالذي يقال له: لا حرج ولا محروم.
وإنما فر الخليل من إضمار أنا وإن كانت قد تضمر في هذا الموضع لأنه يلزم عليه أن يقول: كنت لا خارج ولا ذاهب. وهذا قبيح جدا فجعله على الحكاية: فأبيت بمنزلة الذي يقال له: لا حرج ولا محروم أي: إنها لم تحرمني فيقال لي محروم ولم أتحرج من حضوري نعها فيقال لي: حرج. وقال أبو إسحاق الزاج: هو بمعنى لا حرج ولا محروم في مكاني. فإذا لم يكن في مكانه حرجا ولا محروما فهو لا حرج ولا محروم. وزعم الجرمي أنه على معنى فأبيت وأنا لا حرج ولا محروم. قال سيبويه: وقد زعم بعضهم أنه على النفي كأنه قال: فأبيت لا حرج ولا محروم بالمكان الذي أنا فيه. وكلام أبي إسحاق شرح لهذا. قال أبو الحسن: فيكون في المكان الذي أنا) فيه خبرا عن حرج والجملة خبر أبيت. انتهى كلام النحاس. قال السيرافي: وهذا التفسير أسهل لأن المحذوف خبر حرج وهو ظرف وحذف الخبر في النفي كثير كقولنا: لا حول ولا قوة إلا بالله أي: لنا. وقوله: ولقد أبيت قال صاحب المصباح: بات له معنيان: أحدهما كما نقل الأزهري عن الفراء: بات الرجل إذا سهر الليل كله في طاعة أو معصية. وثانيهما: بمعنى صار يقال: بات بموضع كذا أي: صار به سواء كان في ليل أو نهار. وعليه قوله عليه الصلاة والسلام: فإنه لا يدري أين باتت يده أي: صارت ووصلت. اه.
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»