خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٣٦١
وأنشد بعده الشاهد الموفي الأربعمائة وهو من شواهد سيبويه: الوافر * تراه كالثغام يعل مسكا * يسوء الفاليات إذا فليني * على أنه قد جاء حذف نون الوقاية مع نون الضمير للضرورة كما هنا. والأصل: إذا فلينني بنونين.
قال سيبويه: وإذا كان فعل الجميع مرفوعا ثم أدخلت فيه النون الخفيفة أو الثقيلة حذفت نون وتقول: هل تفعلن ذاك بحذف نون الرفع لأنك ضاعفت النون وهم يستثقلون التضعيف فحذفوها إذ كانت تحذف وهم في هذا الموضع أشد استثقالا للنونات وقد حذفوها فيما هو أشد من ذا بلغنا أن بعض القراء قال: تحاجوني وكان يقرأ: فبم تبشروني خفيف وهي قراءة أهل المدينة وذلك لأنهم استثقلوا التضعيف.
قال عمرو بن معد يكرب:
* تراه كالثغام يعل مسكا * يسوء الفاليات إذا فليني * يريد: إذا فلينني. انتهى.
قال الأعلم: الشاهد في حذف النون في قوله فليني كراهة لاجتماع النونين وحذفت نون الياء دون جماعة النسوة لأنها زائدة لغير معنى. انتهى.
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»