خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٣٣٥
والموطن قال صاحب الصحاح: هو المشهد من مشاهد الحرب.
وقد استشهد صاحب الكشاف بهذا البيت عند قوله تعالى: لقد نصركم الله في مواطن كثيرة على أن المراد بالمواطن مواقف الحروب كما في البيت. ولولا هنا عند سيبويه حرف الجر لا يتعلق بشيء.
وعند غيره الياء مبتدأ استعير لفظ غير المرفوع للمرفوع وخبره محذوف تقديره حاضر.
وجملة: طحت في موضع النعت لموطن والرابط محذوف تقديره فيه وهو قد سد مسد جواب لولا عند من يجعلها على بابها وتكون معترضة بين النعت والمنعوت.
قال ابن الشجري: والجملة التي هي لولاي طحت محلها جر على النعت لموطن والعائد محذوف. انتهى.
وهذا باعتبار مذهب سيبويه.
وطاح يطوح ويطيح أيضا بمعنى هلك وسقط وكذلك إذا تاه في الأرض.
وقوله: كما هوى الخ مفعول مطلق لطحت من غير لفظه أي: طحت طيحا كهوي الساقط فما مصدرية وقيل: كافة. وهوى بالفتح يهوي بالكسر هويا بضم فكسر فتشديد أي: سقط إلى أسفل. والأجرام: جمع جرم بالكسر وهو الجسد.
قال المبرد: في الكامل بعد إنشاده هذا البيت: جرم الإنسان: خلقه. والنيق: أعلى الجبل. وهذا مثل: شابت مفارقه كأنه جعل أعضاءه أجراما توسعا.
وقد زل قلم ابن الشجري فقال: بأجرامه أي: بذنوبه جمع جرم.
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»