خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٣٠٣
لخص ابن هشام في شرح شواهده هذه الأقوال فقال: وفي معنى البيت وتوجيهه أوجه: أحدها: أن الضغمة الأولى له والثانية لهما أي: نفسه طابت لأن يوقع بهما مصيبة عظيمة لأجل ضغمهما إياه مثلها.
واللام من لضغمة تتعلق بتطيب وهي لام التعدية واللام من لضغمهما متعلق بضغمة أو بجعلت أو بتطيب وهي لام العلة. وضمير التثنية فاعل وضمير المؤنث مفعول مطلق.
والمعنى لضغمهما إياي ضغمة مثلها فحذف المفعول به والموصوف وأناب عنه صفته ثم حذف المضاف وأناب عنه المضاف إليه ووصله شذوذا.
الثاني: أن يكون المعنى كذلك لكن يكون ضمير المؤنث عائدا على الصفة المتقدمة في اللفظ والمراد غيرها على حد قولهم: عندي درهم ونصفه.
الثالث: أن الضغمتين كلتيهما من فعل المتكلم أي: جعلت نفسي لأجل إيذائهما لي تطيب لإيقاع) ضغمة بهما يقرع العظم نابها لشدة ضغمهما إياها فحذف المضافين: الشدة المضافة إلى الضغمتين وياء المتكلم المضاف إليها الضغمتان وهي فاعل المصدر. فاللام الأولى متعلقة بتطيب والثانية متعلقة بيقرع.
الرابع: أن الضغمتين للمتكلم وأن الثانية على تقدير ياء المتكلم كما تقدم ولكن الثانية بدل من الخامس: أن الضغمة الأولى لأجنبي والثانية لهما أي: تطيب لأن يضغمني ضاغم ضغمة يقرع العظم نابها لضغمهما إياي مثلها كما تقول: طابت نفسي بالموت لما نالني من أذى فلان. واللام الأولى للتعدية والثانية للتعليل.
وراجح الأوجه الثالث لأن السيرافي روى: تهم بضغمة علي على غيظ ولأن بعضهم روى: لغضمة أعضهماها. وضمير نابها راجع للضغمة إما على أنه جعل لها نابا على الاتساع والمراد صاحبها أو على أن التقدير ناب صاحبها ثم حذف المضاف. اه.
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 ... » »»