خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٣٠٠
أحدهما: أنها ليست من ضمائر الرفع. والآخر: أن ضمائر الرفع لا تأتي بعد ضمير المفعول فالوجه أن يقال إن الضغم بمعنى الإصابة أضيف إلى الفاعل الذي هو ضمير التثنية ثم ذكر بعد ذلك المفعول فكأنه قال: لإصابة هذه الشدة التي عبر عنها بالضغمة أولا. هذا كلامه.
ونقل ابن المستوفي عن حواشي المفصل أنه قال في الحواشي: هما عائدان للأسد والضبع وقيل للأسد والذئب وها للضغمة. ووجدت في موضع آخر من الحواشي قال: الضمير الأول يرجع إلى الذئب والضبع والثاني إلى النفس.
وهذا أشبه من الأول إلا أنه مع وجود ما يعود إليه ضمير الاثنين من قوله قرينين كالذئبين لا والذي أراه أن معنى البيت إن نفسي قد طابت أن تصيبها ضغمة بهذه الصفة لأجل ضغمهما إياها إذ ليسا من نظرائي وأشكالي. فيكون موضع لام لضغمهماها نصب على أنه مفعول له) وموضع هما رفع بالفاعلية وموضع ها نصب بالمفعولية. هذا كلامه.
وقال ابن الحاجب في أماليه ونقله شارح اللباب: يقول: طابت نفسي للشدة التي أصابتني لوقوع القاصد لي بها في أعظم منها. والضغمة عبارة عن الشدة وهما اثنان قصداه بسوء فوقعا في مثل ما طلباه له.
وجعل من أفعال المقاربة ولضغمة معمول لتطيب إعمال الفعل في مفعوليه وليست بمعنى المفعول من أجله لأنه لم يرد أنها طابت لأجل الضغمة وإنما طابت بها. والتعليل هو قوله لضغمهماها أي: طابت نفسي لما أصابني من الشدة لإصابة من قصدني بمثلها.
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»