خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٣٠٧
وقوله: قفي فانظري إلى آخر البيتين من مقول قالت. وزعم بعض فضلاء العجم في شرح أبيات المفصل أن البيتين من مقول الشاعر فإنه قال: والمعنى قلت لحبيبتي أسماء قفي يا أسماء فانظري وتأملي هل تعرفين هذا الرجل الذي ترينه يريد به نفسه.
ولما قال ذلك توهمته فقالت متعجبة متفكرة لفرط تغيره: الذي تراه عمر المغيري الذي كان يذكر عندنا والله لئن كان المغيري إياه لقد حال وتغير عما عهدناه فإنه عهدناه شابا وقد كبر وعهدناه ناضرا طريا وقد حال عن ذلك ثم قال تسلية له: والإنسان قد يتغير عن حال إلى حال فلا تحزن.
ويجوز أن يكون هذا مقول الشاعر قال ذلك نفيا لتعجبها مما استعظمته من تغيره بعدها. أي: إن الإنسان يتغير فلا تتعجبي. اه. وفيه ما لا يخفى.
وقوله: لئن كان الخ اللام موطئة للقسم واسم كان ضمير المغيري وإياه خبرها وجملة لقد حال الخ جواب القسم المحذوف وقد سد مسد جواب الشرط. وحال بمعنى تغير من قولهم: حالت القوس أي: انقلبت عن حالها التي عمرت عليها وحصل في قالبها اعوجاج.
وبعدنا: متعلق بحال. وكذلك قوله: عن العهد أي: عما عهدنا من شبابه وجماله. وجملة والإنسان قد يتغير حالية. ومثله قول كثير عزة: الطويل * وقد زعمت أني تغيرت بعدها * ومن ذا الذي يا عز لا يتغير * وهذه القصيدة عدة أبياتها ثمانون بيتا أوردها القالي في أماليه ومحمد بن المبارك بن محمد بن) ميمون في منتهى الطلب من أشعار العرب.
وقد أنشد المبرد أبياتا منها في الكامل وقال: يروى من غير وجه أن ابن
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»