خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٣٠٨
الأزرق أتى ابن عباس رضي الله عنه يوما فجعل يسأله حتى أمله فجعل ابن عباس يظهر الضجر وطلع عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة على ابن عباس وهو يومئذ غلام فسلم وجلس فقال له ابن عباس: ألا تنشدنا شيئا من شعرك فأنشده: الطويل * أمن آل نعم أنت غاد فمبكر * غداة غد أم رائح فمهجر * حتى أتمها وهي ثمانون بيتا فقال له ابن الأزرق: لله أنت يا ابن عباس أنضرب إليك أكباد الإبل نسألك عن الدين فتعرض ويأتيك غلام من قريش فينشدك سفها فتسمعه فقال: تالله ما سمعت سفها. فقال ابن الأزرق: أما أنشدك: الطويل * رأت رجلا أيما إذا الشمس عارضت * فيخزى وأما بالعشي فيخسر * فقال: ما هكذا قال: إنما قال: فيضحى وأما بالعشي فيخصر قال: أو تحفظ الذي قال قال: والله ما سمعتها إلا ساعتي هذه ولو شئت أن أردها لرددتها قال: فارددها. فأنشده إياها. وروى الزبيريون أن نافعا قال له: ما رأيت أروى منك قط فقال ابن عباس: ما رأيت أروى من عمر ولا أعلم من علي. انتهى كلام المبرد.
وفي هذه القصيدة أبيات شواهد في هذا الشرح وغيره لا بأس بإيرادها هنا. وهي هذه:
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»