وأما قوله: البسيط ما حج ربه في الدنيا ولا اعتمرا فهذا خارج عن حد الموقف والوصل جميعا والصواب أنه لغة لا ضرورة وإليه ذهب ابن جني في موضعين من الخصائص قال في الموضع الأول وهو باب تعارض السماع والقياس: ومما ضعف في القياس والاستعمال جميعا بيت الكتاب: الوافر * له زجل كأنه صوت حاد * إذا طلب الوسيقة أو زمير * فقوله: كأنه خلس بحذف الواو وتبقية الضمة ضعيف في القياس قليل في الاستعمال. ووجه ضعف قياسه أنه ليس على حد الوصل ولا على حد الوقف وذلك أن الوصل يجب أن تتمكن فيه واوه كما تمكنت في قوله أول البيت: له زجل والوقف يجب أن تحذف الواو والضمة فيه جميعا وتسكن الهاء فضم الهاء بغير واو منزلة بين منزلتي الوصل والوقف.
وقال أبو إسحاق في نحو هذا: إنه أجري في الوصل مجرى الوقف.
وليس الأمر كذلك لما بيناه لكن ما أجرى من نحو هذا في الوصل على حد الوقف قول الآخر: فظلت لدى البيت العتيق أخيله............. البيت على أن أبا الحسن حكى أن سكون الهاء في نحو هذا لغة لأزد السراة. ومثل هذا