خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٢٦٠
وقال الآخر: الرجز * إذاه سيم الخلف آلى بقسم * بالله لا يأخذ إلا ما احتكم * وقال الآخر: دار لسعدى إذه من هواكا فدل على أن الاسم هو الهاء وحدها. وإنما زادوا الواو والياء تكثيرا للاسم كراهية أن يبقى على حرف واحد.
وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا: الدليل على أن الواو والياء أصل أنه ضمير منفصل والضمير المنفصل لا يجوز أن يبنى على حرف لأنه لا بد من الابتداء بحرف والوقف على حرف فلو كان الاسم هو الهاء لكان يؤدي أن يكون الحرف الواحد ساكنا متحركا وهو محال.
وأما قولهم إن الواو والياء يحذفان في التثنية. قلنا: إن هما ليس تثنية وإنما هي صيغة مرتجلة للتثنية كأنتما. وأما ما أنشدوه من الأبيات فإنما حذفت الواو والياء لضرورة الشعر كقول الشاعر: الطويل * فلست بآتيه ولا أستطيعه * ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل * أراد: ولكن اسقني فحذفت النون للضرورة. وأما قولهم: زادوا الواو والياء تكثيرا للاسم كما زادوا الواو في ضربتهو قلنا: هذا فاسد لأن هو ضمير منفصل والهاء ضمير متصل وقد بينا أن المنفصل لا يجوز أن يكون على حرف بخلاف المتصل لأنه لا يقوم بنفسه فلا يجب فيه ما وجب في المنفصل والواو في ضربتهو
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»