وكل ما كان فيه الوقت فجائز أن يكون بحذف الفعل معه لأن الوقت القريب يدل على فعل لقربه. انتهى.
وقد قدر أبو علي الفارسي في المسائل المنثورة فعلين قال: نصب زائرا لأن الفعل مقدر فكأن تقديره: لا أرى زائرا ومزورا له كرجل أراه العشية. فنصبه على الفعل وحذف ذلك لما في الكلام من الدلالة عليه.
ويجوز الرفع هاهنا وهو قبيح لأن الزائر ليس هو العشية ويجوز رفعه كأنك أردت كصاحب العشية فحذفت صاحبا وجعلت العشية إذا رفعتهما دلالة على ما حذفت.
هذا وقد اعترض عليهم الشارح المحقق في إخراجهم لا هذه عن الباب مع قولهم إن الأصل كزائر العشية بتقدير المضاف قال: مع تقديرهم هذا صار الآخر هو الأصل الأول كما في قولك: لا كالعشية عشية و عشية فيجوز أن يكون زائرا تابعا على اللفظ. وهذا حق لا ينبغي العدول عنه و أل في العشية للعهد الحضوري كقوله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم و العشية قال ابن الأنباري: مؤنثة وربما دكرتها العرب على معنى العشي.
وقال بعضهم: العشية واحدة جمعا عشي و العشي قيل: ما بين الزوال إلى الغروب ومنه يقال للظهر والعصر صلاتا العشي وقيل هو آخر النهار وقيل من الزوال إلى الصباح وقيل العشي وهذا المصراع عجز وصدره: