خزانة الأدب - البغدادي - ج ٤ - الصفحة ١٦
ما كان المحذوف يليه من ذلك الظرف إذا تعلق بالمحذوف فإنه يتضمن الضمير الذي كان فيه ويعمل ما كان يعمله: من نصبه الحال والظرف وعلى ذلك صار قوله: فاه إلى في من) قوله: كلمته فاه إلى في ضامنا للضمير الذي كان في جاعلا لما عاقبه. ه.
قال ابن خلف: وعلى هذا يلغز فيقال: هل تعرف ما في كلام العرب رافعة للاسم وناصبه للخبر وليست بالنافية التي يعملها أهل الحجاز بل هي موجبة لا نافية.
وروى أبو خليفة الدينوري في كتاب النبات وتبعه ابن دريد في الجمهرة: أبا خراشة أما كنت ذا نفر وعليها فلا شاهد في البيت وما زائدة. وهذه الرواية تؤيد قول الكوفيين القائلين إن المفتوحة شرطية يجازى بها.
ومن الغرائب ما نقله صاحب نفحات الأرج في شرح أبيات الحجج عن الأصمعي أن العرب تجازي بأنت فتقول: ما أنت منطلق أنطلق معك. وهذا نادر ولا يعتبر فإن المجازاة لا تقع إلا على الفعل وأما الأسماء فإنها لا يصح عليها المجازاة. كذا في شرح أبيات الموشح. و النفر قال الفراء: نفر الرجل: رهطه ويقال لعدة من الرجال من ثلاثة إلى عشرة وهذا هو المشهور. و الضبع قال حمزة الأصبهاني في أمثاله التي على وزن أفعل عند قوله: أفسد من الضبع: إنها إذا وقعت في الغنم عاثت ولم تكتف بما يكتفي به الذئب. ومن إفسادها وإسرافها فيه استعارت العرب اسمها للسنة المجدبة فقالوا: أكلتنا الضبع.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»