وفي جعله نرى قلبية.
هذا محصلما نقله الشارح المحقق عن سيبويه وليس في كلام سيبويه في هذا المقام واحد منهما ولعل ما نقله الشارح ثابت في موضع آخر من كتابه. وأما عبارته هنا فهي هذه: وتقول ما مررت بأحد يقول ذاك إلا عبد الله وما رأيت أحدا يفعل ذلك إلا زيدا. هذا وجه الكلام.
وإن حملته على الإضمار الذي في الفعل فقلت: غلآ زيد فرفعت فعربي قال الشاعر:
* في ليلة لا نرى بها أحدا * يحكي علينا إلا كواكبها * وكذلك ما أظن أحدا يقول ذلك إلا زيدا. وإن رفعت فجائز حسن. وإنما اختير النصب ها) هنا لأنهم أرادوا أن يجعلوا المستثنى بمنزلة المبدل منه ولا يكون بدلا إلا من منفي لأن المبدل منه منصوب منفي ومضمره مرفوع فأرادوا أن يجعلوا المستثنى بدلا من أحد لأنه هو المنفي وجعلوا يقول ذلك وصفا للمنفي. وقد تكلموا بالآخر لأن معناه معنى المنفي إذ كان وصفا لمنفي. انتهى كلام سيبويه.
وهو صريح في عدم اشتراط واحد منهما يدلك عليه عطف قوله: وكذلك ما أظن أحدا يقول ذلك إلا زيدا على قوله: ما رأيت أحدا يفعل ذلك إلا زيدا فإنه سوى بين الفعل القلبي والفعل البصري وغيرهما.
ومعنى قوله: تكلموا بالآخر أي: تكلموا بالرفع في المستثنى.
وكذلك في شرح أبيات سيبويه للنحاس والأعلم: قال النحاس: قال محمد بن يزيد: أبدل الكواكب من المضمر في يحكي ولو أبدله من أحد لكان أجود لأن أحدا منفي في اللفظ والمعنى والذي في الفعل بعده منفي في المعنى.
قال: ومثل ذلك ما علمت أحدا دخل الدار إلا زيدا وإلا زيد النصب على البدل من أحد وعلى أصل الاستثناء والرفع على البدل من المضمر انتهى.
قال ابن هشام في المغني في القاعدة التي يعطى الشيء فيها حكم ما أشبهه في معناه من الباب الثامن: قولهم إن أحدا لا يقول ذلك فأوقع أحد في الإثبات لأنه نفس الضمير المستتر في يقول والضمير في سياق النفي فكأن أحدا كذلك وقال: