خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٠
من رحلت البعير رحلا من باب نفع: إذا شددت عليه رحله وهو أصغر من القتب.
وقوله: وغاب في سربخ الخ السربخ بفتح السين وسكون الراء المهملتين وفتحالموحدة وآخره خاء معجمة: الأرض الواسعة. وقوله: ما عواقبها ما استفهامية مبتدأ وعواقبها الخبر والجملة في موضع مفعولي علم المعلق عن العمل بالاستفهام.
وقال ابن الشجري في أماليه مشيرا إلى أن هذا البيت لأحيحة بن الجلاح بقوله: والبيت الذي أنشده سيبلويه شاهدا على جواز الرفع من مقطوعة لرجل من الأنصار. وروي أنه لما أدخلت حبابة على يزيد بن عبد الملك دخلت وعليها ثياب معصفرة وبيدها دف وهي تصفقه بيدها وتغني بهذه الأبيات:
* ما أحسن الجيد من مليكة وال * لبات إذ زانها ترائبها * * يا ليتني ليلة إذا هجع ال * ناس ونام الكلاب صاحبها * * في ليلة لا نرى بها أحدا * يحكي علينا إلا كواكبها * ثم قال ابن الشجري: ووقع في أكثر نسخ كتاب سيبويه غير منسوب إلى شاعر مسمى ووجدته في كتاب لغوي منسوبا إلى عدي بن زيد وتصفحت نسختين من ديوان شعر عدي فلم أجد فيهما هذه المقطوعة بل وجدت له قصيدة على هذا الوزن وهذه القافية أولها:
* لم أر مثل الأقوام في غبن الأيام * ينسون ما عواقبها * * يرون إخوانهم ومصرعهم * وكيف تعتاقهم مخالبها * * فما ترجي النفوس من طلب الخير * وحب الحياة كاذبها * ثم قال: قوله: في غبن الأيام يدل على أنهم قد استعملوا الغبن المتحرك الأوسط في البيع) والأشهر غبنه في البيع غبنا بسكون وسطه والأغلب على الغبن المفتوح أن يستعمل في الرأي وفعله غبن يغبن مثل فرح يفرح يقال: غبن رأيه والمعنى: في رأيه. ومفعول الغبن في البيت محذوف أي: في غبن الأيام إياهم. ومما استعمل فيه الغبن المفتوح الأوسط في البيع قول الأعشى:
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»