خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٢
للسفر. والباء في قوله: بأعجلهم زائدة دخلت في خبر الكون المنفي. وقد استشهد له شراح الألفية بهذا البيت. وأجشع: أفعل تفضيل من الجشع بفتحتين وهو أشد الحرص وفعله من باب فرح. وأعجل الأول بمعنى عجل بفتح فكسر لا أنه أفعل تفضيل كالثاني لأن مراده أن ينفي العجلة كبير مدح. والشرط والجواب هنا كلهما حكاية حال ماضية ولذلك صح وقوع لم في جواب الشرط.
وقوله: وما ذاك إلا بسطة الخ الإشارة راجعة إلى عدم مد يده إلى الزاد مستعجلا وقيل راجعة إلى مجموع ما مدح به نفسه. والبسطة: السعة. والتفضل: الإنعام يقال: تفضل عليه وأفضل إفضالا بمعنى. والأفضل خبر كان تقدم على اسمها وهو المتفضل.
والشنفرى شاعر جاهلي قحطاني من الأزد. وهو كما في الجمهرة وغيرها من بني الحارث بن ربيعة بن الأواس بن الحجر بن الهنء بن الأزد. وهو بفتح الشين وآخره ألف مقصورة وهو اسمه.
والأواس بفتح الهمزة. والحجر بفتح الحاء المهملة وسكون الجيم. والهنء بتثليث الهاء وسكون النون وبعدها همزة.
وزعم بعضهم أن الشنفرى لقبه ومعناه عظيم الشفة وأن اسمه ثابت بن جابر. وهذه غلظ كما غلظ العيني في زعمه أن اسمه عمرو بن براق بفتح الباء وتشديد الراء المهملة بل هما صاحباه في التلصص وكان الثلاثة أعدى العدائين في العرب لم تلحقهم الخيل ولكن جرى المثل بالشنفرى فقيل: أعدى من الشنفرى.
ومن حديثه ما ذكره أبو عمرو الشيباني كما نقله ابن الأنباري في شرح
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»