خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٠
* وما ذاك إلا بسطة عن تفضل * عليهم وكان الأفضل المتفضل * وهذه القصيدة قد شرحها جماعة منهم الخطيب التبريزي والزمخشري وابن الشجري وابن أكرم. ولم يحضرني الآن غير الأول والثاني: قال القالي في أماليه: إن القصيدة المنسوبة إلى الشنفرى التي أولها: أقيموا بني أمي صدور مطيكم له هي من المقدمات في الحسن والفصاحة والطول. وكان أقدر الناس على قافية. انتهى.) وعدتها ثمانية وستون بيتا وقد استشهد الشارح منها بستة أبيات أخر في باب الجمع وفي الأفعال الناقصة وفي رب من حروف الجر وفي حروف الشرط. وقوله: أقيموا بني أمي الخ يقال: أقام صدر مطيته. إذا جد في السير وكذلك إذا جد في أمر كان. يؤذن قومه بالرحيل وأن غفلتهم عنه توجب مفارقتهم. و بني أمي: منادى وأضاف الأبناء إلى الأم لأنها أشد شفقة كما قيل في قوله تعالى حكاية عن هارون: يا ابن أم. و أميل هنا بمعنى مائل ونظيره كثير نحو أكبر وأوحد.
وقوله: فقد حمت الحاجات الخ يريد تنبهوا من رقدتكم فهذا وقت الحاجة ولا عذر لكم فإن الليل كالنهار في الضوء والآلة حاضرة. و حمت بضم الحاء المهملة يقال: حم الشيء بالبناء للمفعول أي: قدر وهيئ.
وأقمر الليل أي: أضاء. و الطية بكسر الطاء المهملة قال صاحب الصحاح: الطية النية قال الخليل: الطية تكون منزلا وتكون منتأى تقول: مضى لطيته أي: لنيته التي انتواها وبعدت عنا طيته وهو المنزل الذي انتواه ومضى لطيته وطية بعيدة: أي شاسعة.
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»