وقد بينه صاحب الأغاني بعد هذا فقال: وكان لأحيحة أطمان أطم في قومه يقال له المستظل وهو الذي تحصن فيه حين قاتل تبعا أبا كرب الحميري وأطمه الضحيان بالعصبة في أرضه التي يقال لها الغابة بناه بحجارة. وكانت الآطام عزهم ومنعتهم وحصونهم التي يتحرزون فيها من عدوهم. انتهى كلامه.
وقد خالف بين كلاميه فقال هناك: تحصن بأطمه الضحيان. وقال في موضع آخر: تحصن في أطمه المستظل.
وأحيحة هو أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن مالك بن) وأحيحة بضم الهمزة وبالحاءين المهملتين: مصغر الأحيحة وهو الغيظ وحزازة الغم. والجلاح بضم الجيم وتخفيف اللام وآخره حاء مهملة وهو في اللغة السيل الجراف. والحريش بفتح الحاء وكسر الراء المهملتين وآخره شين معجمه وهو نوع من الحيات أرقط. وجحجبى بحاء مهملة ساكنة بين جيمين مفتوحتين وبعد الموحدة ألف مقصورة وهذه المادة غير مذكورة في الصحاح قال صاحب القاموس: جحجب العدو: أهلكه وفي الشيء: تردد وجاء وذهب. وجحجب: اسم. وجحجبى: حي من الأنصار انتهى.
وكلفة بضم الكاف وسكون اللام.
وكان أحيحة سيد الأوس في الجاهلية وكانت أم عبد المطلب بن هاشم تحته. والمنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة صحابي شهد بدرا وقتل يوم بئر معونة كذا في الجمهرة. وعد عبدان في الصحابة محمد بن عقبة هذا لكنه نسبه إلى جده فقال: محمد بن أحيحة. وقال: بلغني أنه أول من سمي محمدا وأظنه أحد الأربعة الذين سموا محمدا قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم. وأبوه كان زوج سلمى أم عبد المطلب.
قال ابن الأثير: من يكون أبوه تزوج أم عبد المطلب مع طول عمر عبد المطلب كيف تكون له صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم هذا بعيد ولعله محمد بن المنذر بن عقبة بن أحيحة الذي ذكروا أباه فيمن شهد بدرا. قال ابن حجر