خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ١٤٤
3 (باب الحال)) أنشد فيه وهو الشاهد الرابع والثمانون بعد المائة * يقول وقد تر الوظيف وساقها * ألست ترى أن قد أتيت بمؤيد * على أنه يخرج عن تعريف الحال الحال التي هي جملة بعد عامل ليس معه ذو حال.
بيانه: أن جملة وقد تر الوظيف حال وعاملها يقول ولا صاحب لها وأما فاعل يقول وهو الضمير المستتر فليس صاحب الحال لأنها لم تبين هيئته إذ ليست من صفاته. وهذا إنما يرد على تعريف المصنف الحال فإنه اعتبر فيه تبيين الهيئة ولا يرد عل ى تعريف الشارح فإنه لم يعتبر في الحد تبيين الهيئة. وقد أول الناس تعريف المصنف على وجوه منهم السيد ركن الدين في شرحه الكبير على الكافية وابن هشام في شرح التسهيل ومغني اللبيب وكذا الدماميني وغيره.
وتر بالمثناة الفوقية والراء المهملة قال ابن دريد: تر العظم يتره ترا إذا قطعه وكذلك كل عضو انقطع بضربة واحدة فقد تر ترا وينشد بالوجهين قول طرفة. وأنشد هذا البيت في الجمهرة.
يريد: أن تر ورد لازما ومتعديا.
وروي برفع الوظيف على أنه فاعل تر اللازم بمعنى انقطع وفسره يعقوب بن السكيت في شرح ديوان طرفة وتبعه الأعلم في شرحه بقوله: طن وندر. وروي بنصب الوظيف على أنه مفعول تر المتعدي بمعنى قطع وفاعله ضمير العضب في بيت قبله.
وقوله: وساقها: معطوف عليه بالوجهين وضمير المؤنث راجع إلى الكهاة في بيت قبله وهي الناقة الضخمة. والوظيف في الرجل ما بين الرسغ
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»