خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ١٠٧
وهذا البيت من أبيات سيبويه الخمسين التي لا يعرف قائلها.
وأنشد بعده وهو الشاهد السادس والسبعون بعد المائة وهو من شواهد المفصل: كوكب الخرقاء وهو قطعة من بيت وهو:
* إذا كوكب الخرقاء لاح بسحرة * سهيل أذاعت غزلها في القرائب * على أن الشيء قد يضاف إلى الشيء لأدنى ملابسة.
بيانه: أن الخرقاء هي المرأة التي لا تحسن عملا والأخرق: الرجل الذي لا يحسن صنعة وعملا يقال: خرق بالشيء من باب قرب: إذا لم يعرف عمله. وذلك إما من تنعم وترفه أو من عدم استعداد وقابلية. ومنه الخرقاء صاحبة ذي الرمة فإنه أول ما رآها أراد أن يستطعم كلامها فقدم إليها دلوا فقال: اخرزيها لي فقالت: إني خرقاء أي: لا أحسن العمل وليس الخرقاء هنا المرأة الحمقاء كما توهم فأضاف الكوكب إلى الخرقاء بملابسة أنها لما فرطت في غزلها في الصيف ولم تستعد للشتاء استغزلت قرائبها عند طلوع سهيل سحرا وهو زمان مجيء البرد فبسبب هذه الملابسة سمي سهيل كوكب الخرقاء.) والإضافة لأدنى ملابسة من قبيل المجاز اللغوي عند السيد ومن المجاز العقلي عند التفتازاني. قال السيد في شرح المفتاح في بيان الإضافة لأدنى ملابسة: الهيئة التركيبية في الإضافة اللامية موضوعة للاختصاص الكامل المصحح لأن يخبر عن المضاف بأنه للمضاف إليه. فإذا استعملت في أدنى ملابسة كانت مجازا لغويا لا حكميا كما توهم. لأن المجاز في الحكم إنما يكون بصرف النسبة عن محلها الأصلي إلى محل آخر لأجل ملابسة بين المحلين..
وظاهر أنه لم يقصد صرف نسبة
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»