قال عبد القاهر لم ترد بالإقبال والأدبار غير معناهما حتى يكون المجاز في الكلمة وإنما المجاز في أن جعلتها لكثرة ما تقبل وتدبر كأنها تجسمت من الإقبال والأدبار وليس أيضا على حذف مضاف وإقامة المضاف إليه مقامه وإن كانوا يذكرونه منه إذ لو قلنا أريد إنما هي ذات إقبال وإدبار أفسدنا الشعر على أنفسنا وخرجنا إلى شيء مغسول وكلام عامي مرذول لا مساغ له عند من هو صحيح الذوق والمعرفة نسابة للمعاني ومعنى تقدير المضاف فيه أنه لو كان الكلام قد جيء به على ظاهره ولم تقصد لمبالغة لكل حقه أن يجاء بلفظ الذات لا أنه مراد وروى الأخفش في شرح ديوان الخنساء عن ابن الأعرابي أنه روى فإنما هو أراد فإنما فعلها وهذا البيت من قصيدة لها ترثي بها أخاها صخرا تنيف على ثلاثين بيتا في رواية الأخفش وقبله * فما عجول على بو تطيف به * قد ساعدتها على التحنان أظآر * وبعده * لا تسمن الدهرفي أرض وإن رتعت * وإنما هي تحنان وتسجار * * يوما بأوجد مني يوم فارقني * صخر وللدهر إحلاء وإمرار * العجول الثكول أراد به الناقة وروى ما أم سقب وهو الذكر من ولد الناقة ولا يقال للأنثى سقبة ولكن حائل والبو جلد ولد الناقة إذا مات حين تلد أمه يخشى تبنا وهي لا تراه ويدنى منها فتشمه وترأمه فتدر
(٤١٢)