خزانة الأدب - البغدادي - ج ١ - الصفحة ٤١١
ضربة على رأسه فأمته فكان إذا سمع الصوت الشديد صعق فذهب عقله والله أعلم وأنشد بعده وهو الشاهد السبعون وهو من شواهد س (البسيط) * ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت * فإنما هي إقبال وإدبار * على أن اسم المعنى يصح وقوعه خبرا عن اسم العين إذا لزم ذلك المعنى لتلك العين حتى صار كأنه هي هذا من قبيل زيد عدل وفيه ثلاث توجيهات أحدها كونه مجازا عقليا بحملة على الظاهر وهو جعل المعنى نفس العين مبالغة والثاني أن المصدر في تأويل اسم الفاعل في نحوه وتأويل اسم المفعول في نحو زيد خلق أي مخلوق والثالث أنه على تقدير مضاف محذوف أي ذات إقبال وهذا البيت للخنساء قال سيبويه جعلتها الإقبال والأدبار مجازا على سعة الكلام كقولك نهارك صائم وليلك قائم واستشهد به صاحب الكشاف عند قوله تعالى * (ولكن البر من اتقى) * على أن الإسناد مجازي بدعوى أن المتقى هو عين البر بجعل المؤمن كأنه تجسد من البر وكان الزجاج يأبى غير هذا
(٤١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»