الرجوع قال صاحب المصباح عاد إلى كذا وعاد له أيضا عودا وعودة صار إليه فالصلة هنا محذوفة أي تعود إلي قال ابن خلف يجوز أن يريد بالثلاث ثلاث نسوة تزوجهن ويجوز أن يريد ثلاث نسوة هوينه فقتلهن هواه أو يعنى غير ذلك مما يحتمله المعنى وجعل مجيء الرابعة عودا وإن لم تكن جاءت قبل لأنه جعل فعل صواحبها الماضيات كأنه فعلها انتهى وقال شارح أبيات الموشح ويروى تقود من القود وهو القصاص وهذا البيت وإن كان من شواهد س لا يعرف ما قبله ولا ما بعده ولا قائلة فإن سيبويه إذا استشهد ببيت لم يذكر ناظمه وأما الأبيات المنسوبة في كتابه إلى قائليها فالنسبة حادثة بعده اعتنى بنسبتها أبو عمر الجرمي قال الجرمي نظرت في كتاب سيبويه فإذا فيه ألف وخمسون بيتا فأما ألف فعرفت أسماء قائليها فأثبتها وأما خمسون فلم أعرف أسماء قائليها وإنما امتنع سيبويه من تسمية الشعراء لأنه كره أن يذكر الشاعر وبعض الشعر يروي لشاعرين وبعضه منحول لا يعرف قائله لأنه قدم العهد به وفي كتابه شيء مما يروى لشاعرين فاعتمد على شيوخه ونسب الإنشاد إليهم فيقول أنشدنا يعني الخليل ويقول أنشدنا يونس وكذلك يفعل فيما يحكيه عن أبي الخطاب وغيره ممن أخذ عنه وربما قال أنشدني أعرابي فصيح وزعم بعض الذين ينظرون في الشعر أن في كتابه أبياتا لا تعرف فيقال له لسنا ننكر أن تكون أنت لا تعرفها ولا أهل زمانك وقد خرج كتاب سيبويه إلى الناس والعلماء كثير والعناية بالعلم وتهذيبه أكيده ونظر فيه وفتش فما طعن أحد من المتقدمين عليه ولا أدعى أنه أتى بشعر منكر وقد روى في كتابه قطعة من اللغة غريبة لم يدرك أهل اللغة معرفة جميع ما فيها ولا ردوا حرفا منها
(٣٥٧)