العراب غير مدفوع عن السبق والعراب جم فلا أقل من أن يقول غير مدفوعة لأن خبر المبتدأ لا يتغير تذكيره وتأنيثه بتقديمة وتأخيره والقول الثاني لابن جني وتبعه ابن الحاجب وهو أن غير خبر مقدم والأصل زمن ينقضي بالهم والحزن غير مأسوف عليه ثم قدمت عليه وما بعدها ثم حذف زمن دون صفته فعاد الضمير المجرور بعلى على غير مذكور فأتى بالاسم الظاهر مكانه وحذف الموصوف بدون شرطه المعروف ضرورة والثالث وهو لابن الخشاب أن غير خبر لأنا محذوفا ومأسوف مصدر كالمعسور والميسور أريد به اسم الفاعل والتقدير أنا غير آسف على زمن هذه صفته وهذا البيت لأبي نواس وهو ليس ممن يستشهد بكلامه وإنما أورده الشارح مثالا للمسألة ولهذا لم يقل كقوله وبعده بيت ثان وهو * إنما يرجو الحياة فتى * عاش في أمن من المحن * و أبو نواس هو أبو علي الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي بفتح الحاء والكاف نسبة إلى الحكم بن سعد العشيرة وهي قبيلة كبيرة منها الجراح ابن عبد الله الحكمي أمير خراسان وكان جد أبي نواس من مواليه وإنما قيل له أبو نواس لذوابتين كانتا له تنوسان على عاتقة و الذؤابة بهمزة بعد الذال المضمومة الضفيرة من الشعر إذا كانت غير ملوية فإن كانت ملوية فهي عقيصة والذؤابة أيضا طرف العمامة وناس ينوس إذا تدلى وتحرك والعاتق ما بين المنكب والعنق وهو موضع الرداء وقيل إن خلفا الأحمر كان له ولاء في اليمن وكان أميل الناس إلى أبي نواس فقال له يوما أنت من اليمن فتكن باسم ملك من ملوكهم الأذواء فاختار ذا نواس فكناه أبا نواس بحذف صدره وغلبت عليه ومولده بالبصرة سنة خمس وأربعين ومائة وقيل ست وثلاثين ومائة ومات ببغداد سنة خمس وتسعين ومائة وقيل سنة ست وقيل سنة ثمان ونشأ بالبصرة ثم خرج إلى الكوفة وقيل بل ولد بالأهواز وقيل بكورة من كور خوزستان سنة إحدى وأربعين ومائة ونقل منها وعمره سنتان إلى البصرة
(٣٣٨)