اللغة كما قال الصاغاني اسم دويبة واسم البومة والذكر بدون هاء ويقال امرأة حلزة للقصيرة والبخيلة والحلز السيء الخلق انتهى وقال قطرب حكي لنا أن الحلزة ضرب من النبات ولم نسمع فيه غير ذلك قال أبو عبيدة أجود الشعراء قصيدة واحدة جيدة طويلة ثلاثة نفر عمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة وطرفة بن العبد وزعم الأصمعي أن الحارث قال قصيدته هذه وهو ابن مائة وخمس وثلاثين سنة وكان من حديثه أن عمرو بن هند لما ملك الحيرة وكان جبارا جمع بكرا وتغلب فأصلح بينهم وأخذ من الحيين رهنا من كل حي مائة غلام ليكف بعضهم عن بعض وكان أولئك الرهن يسيرون ويغزون مع الملك فأصابتهم سموم في بعض مسيرهم فهلك عامة التغلبيين وسلم البكريون فقالت تغلب لبكر بن وائل أعطونا ديات أبنائنا فإن ذلك لازم لكم فأبت بكر فاجتمعت تغلب إلى عمرو بن كلثوم فقال عمرو بن كلثوم لتغلب بمن ترون بكرا تعصب أمرها اليوم قالوا بمن عسى إلا برجل من بني ثعلبة قال عمرو أرى الأمر والله سينجلي عن أحمر أصلع أصم من بني يشكر فجاءت بكر بالنعمان بن هرم أحد بني ثعلبة بن غنم بن يشكر وجاءت تغلب بعمرو بن كلثوم فلما اجتمعوا عند الملك قال عمرو بن كلثوم للنعمان بن هرم يا أصم جاءت بك أولاد ثعلبة تناضل عنهم وقد يفخرون عليك فقال النعمان وعلى من أظلت السماء يفخرون قال عمرو بن كلثوم والله إني لو لطمتك لطمة ما أخذوا بها قال والله أن لو فعلت ما أفلت بها قيس أير أبيك فغضب عمرو بن هند وكان يؤثر بني تغلب على بكر وجرى بينهما كلام فغضب عمرو بن هند غضبا شديدا حتى هم بالنعمان فقام الحارث بن حلزة وارتجل هذه القصيدة وتوكأ على قوسه فزعموا أنه انتظم بها كفه وهو لا يشعر من الغضب وقال ابن السيد في شرح أدب الكاتب كان متكئا على عنزة فارتزت في جسده وهو لا يشعر والعنزة بفتح العين المهملة والنون رمح صغير فيه
(٣١٧)