خزانة الأدب - البغدادي - ج ١ - الصفحة ٣٢٨
((مفعول ما لم يسم فاعله أنشد فيه وهو الشاهد الخمسون (الكامل) * نبئت عمرا غير شاكر نعمتي * على أن أعلم وأخواتها مما يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل إذا بنيت للمفعول لا ينوب عن الفاعل إلا المفعول الأول كما في هذا البيت فإن ضمير المتكلم كان في الأصل مفعولا أولا والتقدير نبأني فلان فلما بنى فعله للمفعول ناب عن الفاعل وقد بينه الشارح المحقق وعمرأ هو المفعول الثاني وغير المفعول الثالث وأصلهما المبتدأ والخبر وهذا المصراع صدر وعجزه * والكفر مخبثة لنفس المنعم * وهذا البيت من معلقة عنترة بن شداد العبسي والكفر هنا الجحد يقال كفر النعمة وبالنعمة إذا جحدها ومخبثة بفتح الميم من الخبث يقال خبث الشيء خبثا من باب قرب خلاف طاب والاسم الخباثة ومفعلة صيغة سبب الفعل والحامل عليه والداعي إليه كقوله الولد مجبنة مبخلة أي سبب يجعل والده جبانا لم يشهد الحروب ليربيه ويجعله بخيلا يجمع المال ويتركه لولده من بعده ومثله كثير في العربية ولم يتكلم علماء التصريف على هذه الصيغة قال الخطيب التبريزي في شرح المعلقة يقال طعام مطيبة للنفس ومخبثة لها وشراب مبولة انتهى يقول من أنعمت عليه نعمة فلم ينشرها ولم يشكرها فإن ذلك سبب لتغير نفس المنعم من الإنعام على كل أحد وليس المعنى يتغير نفس المنعم على ذلك الجاحد كما قال شراح المعلقة فإنه تقصير
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»