والمفعول الأول هنا ضمير المتكلم في نبئت والثاني أخوالي والثالث جملة لهم فديد وأصل المفعولين الأخيرين المبتدأ والخبر والفديد الصوت وهو مصدر فد يفد بالكسر أي أن أصواتهم تعلو علينا ولا يوقروننا في الخطاب ورجل فداد بالتشديد شديد الصوت وفي الحديث إن الجفاء والقسوة في الفدادين وهم الذين تعلو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم وبني يزيد هم تجار كانوا بمكة حرسها الله تعالى وإليهم تنسب البرود اليزيدية كما يأتي آنفا نعت لأخوالي أو بيان له أو بدل منه وقال ابن الحاجب في الإيضاح لا يحسن أن يكون بدلا لأن البدل هو المقصود بالذكر ولو جعلته بدلا لاحتاج إلى موصوف مقدر وهم الأخوال أو ما يقوم مقامهم ولا حاجة إلى هذا التقدير مع الاستغناء عنه فيتعين أن يكون صفة وقد يجوز البدل على قبحة انتهى وفيه نظر فإنه على تقدير كونه بدلا لا يحتاج إلى موصوف مقدر فإنه مذكور وهو أخوالي وليس معنى الإبدال أن يكون المبدل منه لغوا ساقطا عن الاعتبار كيف وقد يعود الضمير عليه في نحو قطع زيد إصبعه فلو كان في حكم الساقط بالكلية لجهل مرجع الضمير ولم يقل أحد إنه راجع إلى زيد مقدر مع وجوده وإنما المقصود بالذكر في بدل الكل المبدل منه والبدل جميعا كما حققه الشارح المحقق ويؤيده أنهم جعلوا الجن بدلا من شركاء في قوله تعالى * (وجعلوا لله شركاء الجن) * فلولا اعتبارهما ما كان معنى لقولنا وجعلوا لله الجن وقد تبع ابن الحاجب الزمخشري في هذا فإنه منع في كشافة أن يكون أن اعبدوا الله بدلا من ضمير به من قوله تعالى * (ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله) * ظنا منه أن المبدل منه في قوة الساقط فتبقى الصلة بلا عائد ووهمه صاحب المغني بأن العائد موجود حسا فلا مانع وقد نقض ابن الحاجب ما عده قبيحا هنا بقوله في أمالية والأحسن أن يكون بني يزيد بدلا من أخوالي لأن البدل إنما يكون بالأسماء الموضوعة للذوات بخلاف ابن فإنه موضوع لذات باعتبار معنى هو المقصود وهو البنوة
(٢٦٧)