خزانة الأدب - البغدادي - ج ١ - الصفحة ٢٦٦
شاعر مفلق وشاعر مطلق وشويعر وشعرور \ وسمى الشاعر شاعرا لأنه يشعر لما لا يشعر له غيره فإذا لم يكن عند الشاعر توليد معنى واختراعه واستطراف لفظ وابتداعه أو زيادة فيما أجحف به غيره من المعاني أو نقص مما أطاله سواه من الألفاظ وصرف معنى إلى وجه من وجه آخر كان اسم الشاعر عليه مجازا لا حقيقة * * وأنشد بعده وهو الشاهد التاسع والثلاثون (الرجز) * نبئت أخوالي بني يزيد * ظلما علينا لهم فديد * على أن يزيد علم محكي لكونه سمي بالفعل مع ضميره المستتر من قولك المال يزيد ولو كان من قولك يزيد المال لوجب منعه من الصرف وكان هنا مجرورا بالفتحة ونبئت مجهول نبأ بالتشديد من النبأ وهو الخبر وقال الراغب النبأ خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم أو غلبة ظن ولا يقال للخبر في الأصل نبأ حتى يتضمن هذه الأشياء الثلاثة وحقه أن يتعرى عن الكذب كاتلواتر وخبر الله وخبر الرسول ولتضمن النبأ معنى الخبر يقال أنبأته بكذا أخبرته به ولتضمنه معنى العلم قيل أنبأته كذا كقولك علمته كذا قال السمين أنبأ ونبأ وأخبر وخبر متى تضمنت معنى أعلم تعدت لثلاثة مفاعيل وهو نهاية التعدي وأما أعلمته بكذا فلتضمنه معنى الإحاطة قيل ونبأته أبلغ من أنبأته ولذلك قال تعالى * (من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير) * ولم يقل أنبأني لأنه من قبل الله تعالى
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»