خزانة الأدب - البغدادي - ج ١ - الصفحة ٢٦٥
ثم قال والمراد بإدراك الجاهلية ما قبل البعثة كما قال النووي في شرح مسلم قال العراقي وفيه نظر والظاهر إدراك قومه أو غيرهم على الكفر قبل فتح مكة فإن العرب بعده بادروا إلى الإسلام وزال أمر الجاهلية وخطب في الفتح بإبطال أمرها وقد ذكر مسلم في المخضرمين بشير بن عمرو وإنما ولد بعد الهجرة قال ابن رشيق في العمدة قال أبو الحسن الأخفش ماء خضرم كزبرج إذا تناهى في الكثرة والسعة فمنه سمي الرجل الذي شهد الجاهلية والإسلام مخضرما كأنه استوفى الأمرين قال ويقال أذن مخضرمة إذا كانت مقطوعة فكأنه انقطع عن الجاهلية إلى الإسلام وحكى ابن قتيبة عن عبد الرحمن عن عمه قال أسلم قوم في الجاهلية على إبل قطعوا آذانها فسمي كل من أدرك الجاهلية والإسلام مخضرما وزعم أنه لا يكون مخضرما حتى يكون إسلامه بعد وفاة النبي وهذا عندي خطأ لأن النابغة الجعدي ولبيدا قد وقع عليهما هذا الاسم وحكى علي بن الحسن كراع يقال شاعر محضرم بحاء غير معجمة مأخوذ من الحضرمة وهي الخلط لأنه خلط الجاهلية والإسلام وحكى ابن خلكان مع الحاء المهملة كسر الراء أيضا وأعلم أن الشعراء أربع طبقات الأولى جاهلي قديم الثانية المخضرم الثالثة إسلامي الرابعة محدث وهم أربعة أقسام شاعر خنذيذ بالخاء والنون والذالين المعجمات على وزن إبريق وهو الذي يجمع إلى جيد شعره رواية الجيد من شعر غيره وشاعر مفلق وهو الذي لا رواية له إلا أنه مجود كالخنذيذ في شعره والمفلق معناه الذي يأتي في شعره بالفلق بالكسر وهو العجب وقيل هو اسم الداهية وشاعر فقط وهو الذي فوق الرديء بدرجة وشعرور وهو لا شيء وقيل بل هم
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»