وقيل إن سبب هجاء الكميت أهل اليمن أن حكيما الأعور هذا كان يهجو علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبني هاشم جميعا وكان منقطعا إلى بني أمية فانتدب له الكميت رحمه الله تعالى فهجاه وسبه وأجابه ولج الهجاء بينهما وكان الكميت يخاف أن يفصح بشعره عن علي رضي الله عنه لما وقع بينه وبين هشام وكان يظهر أن هجاءه إياه للعصبية التي بين عدنان جد مضر وبين قحطان أبي اليمن وقال المستهل بن الكميت يوما لوالده لما افتخر في قصيدة بائية موحدة ببني أية هاجيا بها قحطان كيف فخرت ببني أمية وأنت تشهد عليها بالكفر فهلا فخرت بعلي وبني هاشم الذين تتولاهم فقال يا بني أنت تعلم انقطاع الكلبي إلى بني أمية وهم أعداء علي رضي الله عنه فلو ذكرت عليا لترك ذكري وأقبل على هجائه فأكون قد عرضت عليا له ولا أجد له ناصرا من بني أمية ففخرت عليه ببني أمية وقلت إن نقضها علي قتلوه وإن أمسك عن ذكرهم ثنيته عن الذي هو عليه فكان كما قال أمسك الأعور الكلبي عن جوابه فغلب عليه وأفحم الكلبي وقال الأعور الكلبي يوما (البسيط) * ما سرني أن أمي من بني أسد * وأن ربي نجاني من النار * * وأنهم زوجوني من بناتهم * وأن لي كل يوم ألف دينار * فأجابه الكميت (البسيط) * يا كلب مالك أم من بني أسد * معروفة فاحترق يا كلب بالنار * فأجابه الكلبي * لن يبرح اللؤم هذا الحي من أسد * حتى يفرق بين السبت والأحد * وأنشد بعده وهو الشاهد الخامس والعشرون (الرجز) * قدذ صرت البكرة يوما أجمعا *
(١٨٦)