ثم قال لكنهما لما سمعا غير منصرفين حكمنا بأنهما علمان غير منقولين عن فعل الجنسي بل هما معدولان عن فاعل انتهى يفهم منه أنه لم يسمع صرف زفر في العلمية لكن يجوز صرفه باعتبار كونه معدولا من الزافر كما صرح به ابن جني ناقلا عن أبي علي في كتابه المبهج وهو شرح أسماء شعراء الحماسة وعبارته زفر معدول عن زافر ولذلك لم يصرف لاجتماع التعريف والعدل فيه ويدل على أنه معدول أنك لا تجده في الأجناس كما تجد صرد ونغر وأما قوله * يأبى الظلامة منه النوفل الزفر * فقال أبو علي إنك لو سميت بهذا صرفته كما تصرفه إذا سميته صردا وجرذا وحطما ولبدا وقال في موضع آخر من هذا الكتاب الزفر الناهض بحمله وليس زفر هذا الاسم منقولا من هذا الوصف ولو كان كذلك لوجب صرفه إلا تعلم أن فعلا المعدول عن فاعل لا يجوز دخول اللام عليه وذلك نحو زحل وقثم وقد قال * يأبى الظلامة منه النوفل الزفر * فدخول اللام عليه يعرفك أن زفر الذي ليس مصروفا ليس بهذا لداخلية اللام ولو سميت رجلا بزفر هذا بعد خلعك اللام عنه لوجب صرفه لأنه حينئذ كصرد ونغر وهذا واضح وهو رأي أبي علي وتفسيره انتهى والأخ هنا بمعنى الملابس والملازم للشيء فإن العرب استعملت الأخ على أربعة أوجه أحدها هذا كقولهم أخو الحرب والثاني المجالس والمشابة كقولهم هذا الثوب آخو هذا والثالث الصديق والرابع أخو النسب وهو قسمان نسب قرابة وهو المشهور ونسب قبيلة وقوم كقولهم يا أخا تميم يا أخا فزارة لمن هو منهم وبه فسر قوله تعالى * (يا أخت هارون) * والرغائب جمع
(١٩١)