وإنما وجه الخطاب إليه لأنه كان رئيسهم حينئذ وإنما قال الأعشى هذا الكلام لأن علقمة بن علاثة كان أوعده بالقتل ويدل عليه قوله بعد هذا بأبيات (الطويل) * فإن تتعدني أتعدك بمثلها * وسوف أزيد الباقيات القوارصا * و القوارص الكلمات المؤذية يريد إني أزيدك على الإيعاد بقصائد الهجو ولولا أنها في صحابي لأوردت منها أبياتا وكان سبب تهديد علقمة بالقتل للأعشى هو أن علقمة بن علاثة كان نافر ابن عمه عامر بن الطفيل وكان علقمة كريما رئيسا وكان عامر عاهرا سفيها وساقا إبلا جمة لينحر لهما المنفر فهاب حكام العرب أن يحكموا بينهما بشيء وأتوا هرم بن قطبة بن سنان فقال أنتما كركبتي البعير تقعان معا وتنهضان معا قالا فأينا اليمنى قال كلاكما يمين وأقاما سنة لا يجسر أحد أن يحكم بينهما بشيء إلى أن جاء الأعشى علقمة مستجيرا به فقال أجيرك من الأسود والأحمر قال ومن الموت قال لا فأتى عامرا فقال له مثل ذلك فقال ومن الموت قال نعم قال وكيف قال إن مت في جواري وديتك فقال علقمة لو علمت أن ذلك مراده لهان علي ثم إن الأعشى ركب ناقته ووقف في نادى القوم وانشدهم قصيدة نفر فيها عامرا على علقمة منها (السريع) * أقول لما جاءني فخره * سبحان من علقمة الفاخر * ومنها
(١٨٩)