قال الشاعر (الخفيف) * شرحب سلهب كأن رماحا * حملته وفي السراة دموج * و الشرحب والسلهب كلاهما على وزن جعفر بمعنى الطويل والسراة بفتح المهملة أعلى الظهر والدموج دخول بعض الشيء في بعضه من شدته واكتنازه وأما الساقان فيستحب قصرهما وقال الشاعر (المتقارب) * له متن عير وساقا ظليم * العير الحمار الوحشي والظليم ذكر النعام كذا في أدب الكاتب لابن قتيبة وبه يعلم سقوط قول الشنتمري النهد الغليظ والجزارة الرأس والقوائم ويستحب غلظهما مع قلة لحمهما وأوهى منه قول الجوهري وتبعه صاحب العباب ونقله العيني إذا قالوا فرس نهد أو عبل الجزارة فإنما يراد غلظ اليدين والرجلين وكثرة عصبهما ولا يدخل الرأس في هذا لأن عظم الرأس هجنة في الخيل وخبط المطرزي في شرح المفصل خبط عشواء فقال يعني كنا في سفر أو حرب انقطع فيها جميع الأفراس عن السير ولم يبق لها جري إلا علالة أو بداهة فرس سابح هذا كلامه وكأنه لم يقف على ما قبله من الأبيات وقوله ولا نقاتل بالعصي إلخ يصف قومه بأنهم أصحاب حروب يقاتلون على الخيل لا أصحاب أبل يرعونها فيقاتل بعضهم بعضا بالعصي والحجارة والأعشى كنيته أبو بصير واسمه ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وكان أبوه قيس يدعى قتيل الجوع وذلك أنه كان في جبل فدخل غارا فوقعت صخرة من الجبل فسدت فم الغار فمات فيه جوعا وكان الأعشى من فحول شعراء الجاهلية وممن قدم على سائرهم سلك في شعره كل مسلك وقال في أكثر أعاريض العرب وليس ممن تقدم من الفحول
(١٨١)